) تزامنا مع الذكرى الخمسين لانطلاق أول قطار معدني و تصدير
أول شحنة من خامات الحديد (
هو العمر يجري و الحنين
مسارُه*** على سكَّة الأقدار يَمْضِي قطارُه
أكانَ عزاءَ القلبِ أنَّ
وصولَه *** إلى عتَباتِ الخالِدينَ شِعارُهُ
و مرَّتْ بك الأيَّامُ
تتْرى عوارِضاً *** مواكبَ صبرٍ لا يُشقَّ غبارُه
فيَا لأمانيٍّ وثقتَ
ببرقِها *** و كانَ لربِّ الكون فيها اختيارُه
و تلك حظوظُ الناس إمَّا
نظرتَها*** مداراتُنا الأولى : لكلٍّ مدارُه
فلا تاسَ من قول الذينَ
تنكَّروا *** لشعرٍ بحمد الله أنتَ نزارُه
و كن ساعة الإنجاز خيرَ
مهندسٍ *** وَ جُدْ بالذي تَجْني فتلكَ ثِمارُه
و لا تخشَ إلا اللهَ في
أيِّ موقف *** فمنْ لاذَ بالرحمن عزَّ جوارُهُ
و ها قدْ دعاك الشعرُ
نجوى عرفتَها*** و عاوَدَ قلبَ المستهامِ ادِّكارُه
وقفتُ على أرضي الحروفُ
لأنَّها *** إذا متَّ تُؤويني و للعيشِ دارُه
و للقلبِ مزمارُ الرياح
نُواحُه *** غِناءٌ و خَفقُ الذكرياتِ اصطبارُهُ
و ها هو سلطان الشمال
يبوحُ لي*** فأينَ من العشب الهشيم اخضرارُهُ
عددْنا له خمسينَ جُلّى
و غزوةً *** فدونكَ من تاجِ الفَخارِ نُضارُهُ
صديقِي الذي لولا نَداهُ
تفرَّقوا*** و في كلِّ يومٍ بذلُه و اعتذارُهُ
سقى الحيَّ من آكامِ
تيرسَ و انبَرى***فكم ظامِئٍ في الناسِ طالَ انتظَارُه
أتذكر يا عملاقُ كم بتَّ
ساهرا *** و لا نائمٌ إلا و أنتَ دثارُهُ
و تحملُ خيرَ الأرضَ
تُهدي إلى الورى *** مواهبَ مِنْهَا وَهبُهُ و احتكارُهُ
كأنك و الدنيا انتظارٌ
معيلُهمْ*** كما انتظرتْ يومًا كبيراً صغارُهُ
جنودك باتوا يصقلون
سيوفهم *** و أنتَ الذي في الخيرِ شُدَّ إزارُهُ
و حربُك أنْ تبقى القرى
مُطمئنةً *** فلا خوفَ من بُعدٍ ترامتْ قِفَارُهُ
فلله أقمارٌ هناكَ
تلألأتْ *** ليُنْبِئَ ليلَ البيدِ عنك نَهارُه
و لله أعمار لأجلك
أُنفِقَتْ *** إلى أنْ هَدَى ركْبَ المُحيطِ فَنارُهُ
و ما الناس إلا من رأيتُ
تأهَّبوا***لزلزلة الطود الرهيب انفجارُه
فكان حطامُ الصخر ذخرا
لأمةٍ *** كَفاها من المختار يومًا قرارُه
ولم تنس آلام المسيرةِ
إنما *** لكل زمانٍ في النِّضالِ شعارُهُ
تراهمْ و هم يدنون منْ
عرباتِه *** ليُشحَنَ منْ شتَّى الحديدِ خيارُه
و ثمَّ لمنْ شاء الركوبَ
مطيَّةٌ *** ذلولٌ فباسم الله حانَ بِدارهُ
إذا ما رأيت القاطراتِ
تجرُّه *** فبالعلمِ للإنسانِ كانَ انتصارُهُ
على سكة صانتْ رجالٌ
خطوطَها *** إلى أن تَشي بالوصل للمرءِ دارُهُ
و ينزلُ ركبانٌ و تبقى
بقيةٌ *** فذلكَ أقصى الخطِّ دانٍ مزارُهُ
وفُرِّغَ فازدان السفين
بحِمْلِه *** و سارَ على موجٍ يقلُّ انحسارُهُ
أروني شبيها للذين
ذكرتُهم *** فيالك من جمعٍ تسامى غمارُهُ
هنيئا بنصف القرن للعزم
والرؤى***و كلِّ فتى أعيا الزمانَ انكسارُهُ
للشاعر :الشيخ ولد بلعمش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق